في الوقت الذي تتلقى فيه فرنسا السهام من القوى المسيحية اللبنانية، التي كانت تصفها يوماً بـ «الأم الحنون»، تستمر باريس في محاولة تسويق تسوية المقايضة، لكن مع تعديلات عليها، بعد رفض السعودية لمنطق المقايضة بين الرئاستين الأولى والثالثة، وهذه التعديلات تتضمن سلّة متكاملة، من الرئيس الى رئيس الحكومة وتركيبتها، الى آلية الحكم في السنوات المقبلة، وهو ما تم بحثه مع رئيس «تيار المردة» خلال زيارته الى باريس.
بالنسبة الى فرنسا، فإن التسوية تنطلق من حجر أساس هو سليمان فرنجيه، يقول البعض أن تمسك الفرنسيين به مردّه لأسباب اقتصادية، ورغبة بالتوسع الفرنسي في لبنان. مع العلم أن التوسع انطلق ولم ينتظر لا فرنجية ولا غيره، ويعتبره البعض الآخر لأهداف سياسية كون فرنجية مدعوماً من الثنائي الشيعي، ولا يمكن تمرير رئيس للجمهورية دون موافقة الثنائي، لكنه بالنتيجة المرشح المدعوم من فرنسا، والذي لا يزال يحتاج الى كلمة سر سعودية لكي يصل الى بعبدا.
بحسب مصادر متابعة، فإن الفرنسيين سينقلون للسعوديين مضمون لقاءاتهم مع فرنجية نهاية الأسبوع، مشيرة الى أن الرئيس الفرنسي تحدث هاتفياً مع ولي العهد السعودي، لكن المملكة لا تزال عند موقفها «تأجيل» البت بالمسألة اللبنانية الى حين تثبيت الإتفاق مع إيران.
بحسب المصادر، فإن اللقاء على مستوى وزيري الخارجية بين إيران والمملكة العربية السعودية في الصين، سيفتح الباب أمام المرحلة الثانية من تطبيق الإتفاق، ما يعني أن بت الملف اللبناني اقترب خطوة الى الأمام، ولعلّ الخطوة الأبرز تكون في أمرين:
– الأول: قبل القمة العربية في الرياض الشهر المقبل بفترة وجيزة، بحال قررت المملكة أنها تُريد قمة عربية استثنائية يحضرها كل الرؤساء العرب، وهناك مساع جدية داخلية لأنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل موعد القمة العربية، ليكون الرئيس اللبناني مشاركاً بأهم قمة خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة أو خلال القمة العربية، حيث يُتوقع ان تشهد لقاءات جانبية تتعلق بلبنان، سيكون لسوريا والسعودية الدور الأبرز فيها.
– الثاني: نجاح المساعي القطرية بإدخال طهران الى الفريق الخماسي الذي يتناول الملف اللبناني، وفي هذا السياق تكشف المصادر أن الاعتراضات التي كانت قائمة سابقاً على مشاركة طهران باتت أقل، وربما تكون طهران حاضرة في اللقاء المقبل، في حال كان هناك ضرورة، علماً أن إيران أبلغت أكثر من طرف تواصل معها بأن الملف اللبناني بيد حزب الله في لبنان، وأنها جاهزة لأي مساعدة.
وترى المصادر أنه كلما سار التفاهم الإيراني – السعودي على طريق التطبيق السليم، كلما اقتربت السعودية من تقديم رؤيتها الكاملة للملف اللبناني، مشيرة الى أنه في حال لم تحصل تطورات «امنية وعسكرية» في المنطقة، في فلسطين تحديداً، يُفترض أن يكون شهر أيار مهماً، خاصة بعد معلومات عن زيارة رئاسية إيرانية قد تجري الى المملكة العربية السعودية قبل نهاية شهر نيسان، لتكون أيضاً بداية لمرحلة جديدة، سيكون لبنان من المستفيدين منها بكل تأكيد.
Views: 5