صنعاء ـ (أ ف ب) – بدأ وفد عماني زيارة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وإحياء عملية السلام بعد التقارب السعودي الإيراني، حسبما أفادت مصادر يمنية مسؤولة وكالة فرانس برس السبت.
ويرى مسؤولون في الامم المتحدة وخبراء في الشأن اليمني ان اتفاق طهران والرياض اللتين تدعمان اطرافًا متنازعة في اليمن الغارق في الحرب، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قد يدفع باتجاه حل سياسي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقالت مصادر مسؤولة في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين “وصل وفد عماني برفقة محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين إلى صنعاء لإجراء مباحثات مع القيادية الحوثية” بشان هدنة جديدة “وعملية السلام”.
واكد عبد السلام المقيم في عمان في تغريدة على تويتر وصوله “والوفد العماني الشقيق الى العاصمة صنعاء”.
ووصل وفد سعودي، مساء السبت، إلى العاصمة صنعاء، في إطار المباحثات مع جماعة أنصار الله الحوثيين، بشأن تجديد الهدنة واتفاق سلام شامل.
ad
وقال مصدر ملاحي من مطار صنعاء، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن “طائرة خاصة تحمل الوفد السعودي المشارك في المشاورات مع الحوثيين وصلت إلى مطار صنعاء الدولي”.
وأشار المصدر إلى أن مسؤولين لدى الحوثيين استقبلوا الوفد في صالة كبار الضيوف.
ووصل الوفد السعودي بعد ساعات من وصول وفد عُماني رفيع المستوى إلى صنعاء.
وفي وقت سابق، أعلن الحوثيون، عن استقبال 13 أسيرا تابع لهم، مقابل الإفراج عن أسير سعودي، ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي ترعاه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ومن المتوقع الإعلان عن اتفاق مرتقب لتجديد الهدنة الإنسانية لمدة مبدئية تمتد إلى ستة أشهر، تشمل عدة بنود بينها إعادة تصدير النفط وصرف مرتبات موظفي الدولة في ارجاء البلاد، إضافة إلى فتح مطار صنعاء الدولي لوجهات دولية أخرى، وفتح جميع الطرق في المحافظات اليمنية.
ومنذ أشهر تدور تحركات دبلوماسية بوساطة عُمانية، بهدف تجديد الهدنة الإنسانية، تمهيدا لاتفاق سياسي شامل لإنهاء الصراع المستمر في البلاد بين الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية مسنودة بالتحالف الذي تقوده السعودية من جهة ثانية، منذ نحو تسع سنوات.
وأدت الحرب في اليمن منذ 2014 إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
تقود السعودية منذ 2014 تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في حين تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة في 2014.
وأحيا الإعلان الشهر الماضي عن اتفاق تقارب بين السعودية وإيران، أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج هما على طرفَي نقيض في معظم ملفّات منطقة الشرق الأوسط،، التفاؤل الذي بدأ العام الماضي بالتوصل إلى الهدنة.
وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه “وقتا حرجا”، داعيا إلى إنهاء النزاع بشكل دائم، وذلك بعد عام بالضبط من التوصل الى هدنة أدت لتوقف القتال بشكل كبير.
واعتبر الدبلوماسي السويدي أن الهدنة التي تم التوصل اليها في 2 نيسان/أبريل 2022 بوساطة من الأمم المتحدة “لحظة من الأمل”، مشيرا إلى أنها قائمة بشكل كبير رغم انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر.
وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإنّ اعضاء مجلس الرئاسة اليمني “وافقوا” مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الازمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة اشهر في مرحلة اولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة اشهر حول ادارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الاطراف.
وتتضمن المرحلة الاولى خطوات اجراءات بناء الثقة واهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
ولم يجب مسؤولون سعوديون على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
والأربعاء، حث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على “أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا ايجابيا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وكان المبعوث قد زار سلطنة عمان في الاسابيع الأخيرة.
ورحّبت إيران بالدعوة، معتبرة ان تصريحات ليندركينغ “مرضية”.
Views: 7