البيت الأبيض يقرر تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية وبايدن يصفه بالقرار “الصعب”.. الذخائر “قاتل عشوائي” أباد أطفال الشرق الأوسط.. دول أوروبية تعارض وروسيا تعتبرها خطوة لتصعيد الصراع
واشنطن ـ لندن ـ “راي اليوم” ـ (ا ف ب): صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، أن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية كان “قرارا صعبا”.
وصرح بايدن في مقابلة تلفزيونية: “تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية كان قرارا صعبا جدًا ولكن الأوكرانيين بحاجة إليها، وبالمناسبة، ناقشته مع حلفائنا وأصدقائنا في الكونغرس، ذخيرة الأوكرانيين آخذة بالنفاذ”.
واعتبر بايدن أن “الذخائر العنقودية مصممة لضمان نجاح الهجوم الأوكراني”.
لسنا أطرافًا في هذا الاتفاق (بشأن حظر الذخائر العنقودية)، لكن الأمر استغرق بعض الوقت لإقناعي بالقيام بذلك.
وعزا بايدن نقل الذخائر العنقودية إلى “احتياجات الهجوم الأوكراني المتعثر”.
أكد البيت الأبيض الجمعة قراره تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، معتبرا أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدّم الى كييف لمواجهة الغزو الروسي، هي “الصواب” الذي يجب القيام به.
وقال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان إن الخطوة “قرار صعب، وأرجأناه” لفترة من الزمن، مشددا على أن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو “الصواب”.
واكد ان الرئيس جو بايدن اتخذ القرار بالتشاور مع حلفائه وبعد “توصية بالاجماع” من ادارته.
واكد ساليفان ايضا أن الاوكرانيين قدموا ضمانات “خطية” حول كيفية استخدام هذه الاسلحة للتقليل من “الاخطار التي تشكلها على المدنيين”.
وستأتي هذه الذخائر في إطار حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، ما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن الى كييف منذ بدء الغزو الروسي الى أكثر من 41 مليار دولار.
وتشمل المساعدة الجديدة مدرّعات وذخائر مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات، إضافة الى الذخائر العنقودية وغيرها من الأسلحة.
ويشير مصطلح “الذخائر العنقودية” الى أي نظام من نظم أسلحة تطلق بمجموعة من الذخائر المتفجرة الأصغر حجما على هدف معيّن، وهي مصمّمة للانفجار قبل الارتطام أو عنده أو بعده. ويمكن إطلاق هذه الذخائر بواسطة القذائف أو المدفعية وحتى من قنابل من الطائرات.
ويمكن أن يراوح عدد القنابل في هذه الذخائر بين العشرات والمئات.
وحظرت دول عدة استخدام هذه الذخائر بموجب اتفاقية أوسلو 2008. لكن العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا، لم تصادق عليها.
ودافع ساليفان بشدة عن قرار البيت الأبيض تزويد أوكرانيا بهذه الأسلحة، والذي يثير قلق المنظمات الانسانية.
واعتبر أن “المدفعية هي في صلب النزاع” في أوكرانيا، وأن روسيا تستخدم هذا النوع من الأسلحة منذ بدء غزوها لأراضي جارتها مطلع عام 2022.
على صعيد آخر، شدد مستشار الامن القومي على أن اوكرانيا “لن تنضم الى حلف شمال الاطلسي” إثر قمة فيلنيوس المقررة الاسبوع المقبل، حتى لو كان المشاركون في القمة سيناقشون هذه المسألة.
واوضح أنه لا يزال أمام كييف “مراحل عدة ينبغي أن تعبرها قبل ان تصبح عضوا” في الناتو.
وأعرب المسؤول الأميركي عن قناعته بأن انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي الذي لا يزال يلقى معارضة تركيا والمجر، سيتم في “مستقبل غير بعيد”.
وقال ساليفان إنه “من الممكن” أن ترفع أنقرة وبودابست تحفظاتهما خلال قمة الحلف الأسبوع المقبل في ليتوانيا، أو على الأقل أن يحصل ذلك “في مستقبل غير بعيد”. .
وأكد المسؤول وجود “نوايا حسنة جوهرية” بشأن انضمام السويد للحلف.
ويضغط نظام كييف، على خلفية الشلل الذي مني به في “هجومه المضاد”، من أجل الحصول على القنابل العنقودية من واشنطن، على الرغم من خطورة هذه القنابل على المدنيين التي قد تستمر لسنوات عدة.
وبعد أشهر من المداولات حول هذه القضية، من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قيام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإرسال هذه الذخائر الخطيرة إلى الجانب الأوكراني.
وتعتبر القنابل العنقودية من الأسلحة الخطيرة نتيجة تهديدها آلاف المدنيين، وتصنف من الأسلحة الفتاكة ذات المدى الطويل، حيث يبقى تأثيرها المتفجر لسنوات بعد انتهاء الصراعات، وهو ما لوحظ في منطقة الشرق الأوسط بعد استخدام أمريكا وحلف الناتو لهذه الأسلحة.
القنابل التي وصفها مراقبون بـ”القاتل العشوائي”، بسبب احتوائها على آلاف القنابل الصغيرة المتفجرة، قد تسلمها واشنطن للجانب الأوكراني ضمن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة والتي تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، وفقًا لمصادر نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية.
وأشارت المصادر إلى أن سحب الأسلحة المثيرة للجدل من مخزونات وزارة الدفاع بموجب بند من قانون المساعدات الخارجية سيتم الإعلان عنه اليوم الجمعة، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض.
ونوّهت بعض المصادر إلى أن هذه الخطوة ستتجاوز القانون الأمريكي الذي يحظر إنتاج أو استخدام أو نقل الذخائر العنقودية بمعدل فشل يزيد عن 1%. ومع ذلك، فإن ذلك سيسمح لبايدن بتقديم المساعدة العسكرية في تحد للقوانين الحالية أو قيود تصدير الأسلحة، طالما أن القرار يعتبر في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، حسب ما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ما هي القنبلة العنقودية؟
استلهمت القنبلة اسمها من طبيعة عملها، حيث تحتوي القنبلة الواحدة على “عناقيد من القنابل”، وتفتح في الهواء لتخرج منها قنابل صغيرة.
وعند سقوط هذه القنابل في الهواء، تنتشر وتتباعد بسبب بعد تساقطها عن سطح الأرض، لتشكل أمطار من القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة جدا.
وقد تسقط هذه القنابل في التربة وتبقى على حالتها القابلة للانفجار لسنوات طويلة، وتتخفى بين الأحجار والأتربة، الأمر الذي يجعها آلة قتل للأطفال بالدرجة الأولى، وهو ما حدث لأطفال العراق بعد قصف بعض المناطق بطائرات أمريكية.
النوع الرئيسي من الذخائر العنقودية التي يُقال إنه تم تسليمها لنظام كييف هو قذيفة المدفعية “M864″، التي تم إنتاجها لأول مرة في عام 1987، ويتم إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، والتي قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بضخها إلى أوكرانيا بالفعل.
ولدى قذيفة المدفعية هذه معدل “فشل” يبلغ 6%، وفقا لآخر تقدير متاح للجمهور صادر عن “البنتاغون” منذ 20 عاما.
وهذا يعني أن ما لا يقل عن أربع من الذخائر الصغيرة الـ 72، التي تحملها هذه القذيفة، من المحتمل أن تظل غير منفجرة، ومنتشرة على مساحة تقارب 22500 متر مربع.
ونقلت التقارير عن مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه، قوله: “نحن على علم بالمعلومات… التي تشير إلى أن بعض الذخائر الذاتية الدفع الثنائية الغرض ذات العيار 155 ملم، لديها معدلات تفجير أعلى”.
القتل مشرّع في أمريكا “بنسب محددة”
واستخدم مسؤول “البنتاغون” الاسم المختصر لما يسمى بالذخائر التقليدية المحسنة الثنائية الغرض (DPICM)، وهي عائلة من الذخائر العنقودية الخطيرة.
وفي وقت سابق، نُقل عن “البنتاغون” قوله إن التقييمات المحدثة بعد اختبار الذخائر العنقودية ثنائية الأبعاد في عام 2020، كشفت عن معدل فشل لا يزيد عن 2.35%، وهو ما يتجاوز حد 1%.
وتمنع تفويضات “الكونغرس” التي يعود تاريخها إلى عام 2017، الولايات المتحدة الأمريكية من تصدير الذخائر العنقودية التي يزيد معدل فشلها عن 1٪.
وزعمت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين “يختارون” الذخائر ذات معدل خطأ 2.35% أو أقل لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب المتحدث باسم البنتاغون، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى أي شفافية حول كيفية تحقيق هذا المعيار النسبي “المنقح” للذخائر غير المنفجرة الناتجة عن الذخائر العنقودية الفتاكة، يثير مخاوف كبيرة لأن السلاح لا يزال شديد الخطورة.
“القنابل العنقودية” باب كييف لإخفاء فشل “الهجوم المضاد”
ورفض بايدن مرارًا طلبات نظام كييف بتقديم قذائف عنقودية للجيش الأوكراني، وعلى الرغم من أن الذخائر محظورة على نطاق واسع، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحظرها.
أما الآن، وبعد أن فشل جيش نظام كييف في تحقيق أي نتائج ملموسة في بداية هجومه المضاد المزعوم الذي تم الإعلان عنه والترويج له كثيرا، نشرت تقارير بشكل متكرر تؤكد وجود نقاش حول إرسال هذه الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، وهي أيضًا دولة غير موقعة على اتفاقية الذخائر العنقودية، وهو أمر يجمع بين المجرم ومانح سلاح تنفيذ الجريمة.
دول أوروبية تعارض بشدة منح نظام كييف قنابل عنقودية
أعربت عدد من الدول الأوروبية عن رفضها إرسال قنابل عنقودية إلى نظام كييف، مؤكدة أن اتخاذ هذه الخطوة قد يشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين.
وقال وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، اليوم الجمعة، إن النمسا تعارض توريد الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا بسبب التهديد طويل الأمد للسكان المدنيين الناتج عن استخدامها.
وأضاف: “لدينا موقف واضح. نحن من الدول التي تتصدر عملية نزع السلاح. هذه الأسلحة والذخائر محظورة دوليا لأن مبدأ عملها مشابه للألغام المضادة للأفراد. القنابل العنقودية تبقى مبعثرة لسنوات، وقد شهدنا ذلك في الشرق الأوسط، ولا يزال من الممكن أن تسبب ضررا كبيرا للمدنيين لسنوات بعد الصراع”.
وبدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، أن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.
وقالت بيربوك، في تصريحات صحفية، خلال مؤتمر للمناخ في فيينا، إن ألمانيا تعارض ذلك بصفتها من بين الدول الموقعة على الاتفاقية التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية.
روسيا تعتبرها خطوة لتصعيد الصراع
وصرح فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، للصحفيين بأن “إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد”.
وقال نيبينزيا، ردا على طلب للتعليق على نية الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بهذه الذخائر: “هذه خطوة أخرى باتجاه تصعيد الصراع”.
وقالت رابطة الحد من التسلح، أمس الخميس، إن احتمال نقل الذخائر العنقودية من قبل واشنطن إلى كييف يهدد بتصعيد الصراع ويمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد الضحايا
Views: 14