رقية مبروكة
للبيئة أكثر من مفهوم أو تعريف، فهناك من يفسرها بمحيطنا الذي نعيش فيه والعوامل والموارد الطبيعية المؤثرة، وهناك من يتعمق بكل جانب منها مختارا التفسير الأقرب لميوله، سواء كانت علمية أو مادية أو إنسانية.
مع هذه الاختلافات بتعريف البيئة من حالة إلى أخرى يتفق الجميع على أن الحفاظ على الموارد الطبيعية والمستوى المعيشي أمر بغاية الأهمية، ويقع على عاتق الجميع، فلا يمكن أن تتحمل جهة معينة مسؤولية التدهور البيئي في البلاد، بل يجب على الجميع المساهمة في الحفاظ عليها، فهي تؤثر في مستوى معيشتنا بالمقام الأول، كون مقاييس جودة الحياة في أي دولة أو مدينة، تتضمن الصحة العامة
والنظافة وسلامة البيئة التي يعيش فيها البشر، على عكس ما يظنه الكثير من الناس بأن المستوى المعيشي يقاس بالماديات فقط وبالدخل السنوي للفرد، فما فائدة الدخل المرتفع إن كانت الأمراض المزمنة منتشرة بكثرة وتستنزف ميزانية الأسر نتيجة تلوث بيئتهم؟ وما فائدة القيام بأنشطة صناعية كبيرة تستهلك الموارد الطبيعية بشكل غير مستدام لتحقيق ربحية لفترة محدودة من الزمن وتستنزفها، ومن ثم تهجر مواقعها تاركة خلفها الحسرة والملوثات ليتقاسمها أبناؤنا بالمستقبل؟
الموارد الطبيعية كثيرة وقد ننسى العديد منها، كوننا اعتدنا على وجودها، بينما هناك دول أخرى تحسدنا عليها. مثال على ذلك نظافة الهواء وخلوه من السموم الصناعية، ففي المدن الصناعية الصينية الكبرى يعاني مئات الآلاف من البشر من تلوث الهواء، فنرى جموعا من البشر تذهب للعمل في هذه المصانع العملاقة بكمامات هواء للتخفيف من ضرر هذه السموم المسببة لأمراض كثيرة كضيق التنفس وسرطان الرئة وفشل الجهاز التنفسي وغيره.
في النهاية، الجميع يتأثر بالتلوث البيئي، لذلك حماية البيئة مسؤولية الجميع، ويجب علينا عدم استصغار أبسط الأمور المتعلّقة بالبيئة كالتدخين في الأماكن العامة وعدم الالتزام بالأماكن المخصصة للنفايات، فلكل تصرف ثمن إن لم تدفعه أنت سيدفعه غيرك اليوم، وربما تكون أنت تتضر من أفعال غيرك في يوم آخر، لذلك لا بد من جميع أبناء المجتمع أن يحرصوا على سلامة بيئتهم، وأن يكونوا هم أكثر من يطالب بالحفاظ عليها.
Views: 39