متابعة هناء صالح
احتفالاً باليوم العالمي للبيئة والتنوع الحيوي وبتنظيم كلية العلوم وتحت رعاية الدكتور أسامة الجبان رئيس جامعة دمشق وبحضور المهندس محمد حسان قطنا وزير الزراعة والإصلاح الزراعي و الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، و الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” ومعاون وزير الادارة المحلية والبيئة، والأمانة السورية للتنمية واتحاد الفلاحين وعدد من الخبراء والفنيين، افتتح المؤتمر البيئي بعنوان : (السوسن الدمشقي معاً لصون هويتنا وتراثنا الطبيعي ).
يهدف المؤتمر لجمع المختصين والمهتمين بالشأن البيئي لتناول الخبرات وتعزيز الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية صون التراث الطبيعي وتوثيقه في سورية .
أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد أسامة الجبان على أهمية المؤتمر كونه فرصة ثمينة لجميع المشاركين من باحثين ومهتمين بالشأن البيئي وطلاب الدراسات العليا لتبادل خبراتهم، والأفكار والطروحات الجديدة، وتبادل نتائج البحوث حول جميع القضايا والمشكلات البيئية، ومناقشة التحديات الحقيقية التي تواجه الواقع البيئي ووضع الحلول العلمية المناسبة لها .
الدكتور حمود العرابي عميد كلية العلوم اكد أن المؤتمر يهتم بالأبحاث البيئية وحرص الكلية على المشاركة في الحفاظ على البيئة،
و السعي لتحسين بنيتها التحتية لاسيما في المخابر البحثية التي لعبت دوراً كبيراً في ازدياد النشر الخارجي، إضافة لتحسين خطتها الدرسية وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات التقدم التكنولوجي والذكاء الصناعي، مشيراً لدور الكلية في حماية البيئة من خلال إسهام باحثيها في مشاريع لدراسة التنوع البيولوجي في سورية ووضع الحلول لحمايته وحفظ أصوله الوراثية، كما نوهت الدكتورة أحلام معروف رئيسة المؤتمر لسبب اختيار عنوان المؤتمر وذلك لرمزيته والتعريف بالسوسن الدمشقي الفريد من نوعه في العالم حيث يعد من التراث الطبيعي لسورية، وسلطت الضوء على الأنواع المهددة بالانقراض مع التأكيد على أهمية صونها وحفظها وتوثيقها بطريقة علمية.
ولفتت لإطلاق فريق السوسن الدمشقي الذي يضم قامات علمية حريصة على حفظ هذا النبات، ومهمته تشكيل وإحداث مركز خاص بالبحوث العلمية للتاريخ الطبيعي ويضم المعشبة الوطنية وحديقة نباتية للأنواع المهددة بالانقراض كالفقاريات، المستحاثات، إضافة لقاعدة بيانات للممارسات التقليدية للنباتات وللسكان المهددة بالانقراض.
مازن كنينة المدير التنفيذي لمجموعة عبد الكريم للزيوت المعدنية اكد حرص الشركة وتوجهها نحو دعم البحث العلمي وطلاب الدراسات العليا الذين تركز أبحاثهم ودراساتهم العلمية على مجال الزيوت والشحوم المعدنية لافتا إلى استعداد الشركة لتقديم التمويل اللازم لها من أجل الوصول إلى آخر المستجدات والأطر والمعطيات الحديثة بهذا العلم وكذلك إتاحة الفرصة للطلاب لتلقي التدريب المناسب في مخابر الشركة .
كما أشار الكيميائي د. فواز غليون على أهمية أن يقام مؤتمر علمي خاص بالبيئة بهذا المستوى وبرعاية رئيس جامعة دمشق مبينا أنها مبادرة جيدة وله دور توعوي وعلمي كبير بالنسبة للتنوع الحيوي وبالنسبة للأبحاث الواردة فيه .
قدم المشاركون خلال الجلسات العلمية اقتراحات وأفكار تتعلق بالحلول المستدامة للتحديات البيئة نذكر منهم :
مداخلة الدكتور فؤاد شويفاتي من لبنان والتي تركزت حول تأثير قطاع الأعمال على البيئة، حيث يلعب قطاع الأعمال دوراً كبيراً في تحقيق التنمية المستدامة، ولهذا من المهم أن يكون هناك حملة توعية لرجال الأعمال بضرورة تحمل مسؤوليتاهم بإجراء دراسات جدية حول النشاطات والمشاريع التي ينفذونها .
وتناولت مشاركة الدكتور طارق السباعي مدير الشبكة العربية للبيئة والتنمية في الأردن “السياحة البيئية ودمجها بالتنوع البيولوجي”، وأهمية هذا النموذج في السياحة لكونه يشكل مورد اقتصادي في معظم دول العالم، وله دور كبير في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية النباتات الموجودة في البيئة،
وقدم الدكتور محمد محمود العجلوني من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ورقة بحثية بعنوان “النظم الزراعية البيئية بالمناطق الجافة وكيفية إدارتها ومستقبلها”، موضحاً فيها أن الإدارة الحالية في معظم المناطق العربية تؤدي إلى استنزاف التربة والمحاصيل، ولذلك فإن الإدارة المتكاملة للنظم البيئية هي الحل الأمثل للحصول على إنتاج مستدام سنوياً مهما كانت كمية الأمطار.
واستعرض الدكتور عبد العليم بلو من جامعة حلب التنوع الحيوي النباتي في الحديقة العامة بمدينة حلب، من خلال إجراء مسح استقصائي عن البنانات المزروعة فيها، والنباتات البرية التي تنمو بشكل عفوي داخلها، موضحاً أن هذه النباتات تم احصائها وتصنيفها إلى مجموعات حسب الفصائل ووفق استخداماتها وفوائدها (طبية ،غذائية، تزينية)، بغض النظر عن مكان زراعتها داخل الحديقة أو خارجها، وأكد على أهمية الحفاظ على هذه الحديقة المشهورة على مستوى سورية باعتبارها موروث طبيعي وشعبي، وضرورة إدخال نباتات جديدة إليها والحفاظ على ما تبقى منها.
وتركزت محاضرة الدكتور عدنان عبود من جامعة الشام الخاصة، حول الغاز الحيوي باعتباره من المخلفات البيئية وأحد أشكال الطاقات المتجددة، وبين أن الغاز الحيوي يمكن استخدامه بشكل كامل في الحرق المنزلي، ومن ميزاته سهولة وبساطة الاستخدام عن طريق النفايات العضوية المنزلية، ولدى تخميره ينتج عنه ما يعرف بغاز الميتان، وهو غاز نسبة احتراقه عالية وجودته كبيرة، ويعد أفضل من النفط و الفحم الحجري وأي مصدر آخر من النفط، مؤكداً ضرورة استخدام هذه المادة وخاصة في الظروف الحالية التي نعاني فيها من نقص المشتقات العضوية بشكل عام.
وأكد الدكتور عمران الحيناني من كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق، في محاضرته ” تقييم لواقع الحدائق المدرسية وإعادة تصميمها لتحقيق الاستدامة البيئية” على أهمية الحديقة المدرسية، لكونها تمثل جزء هام من التعليم المستدام مشيراً إلى عدم وجود التزام مؤسسي في سورية لدعم الحدائق المدرسية كجزء من النظام التعليمي.
مع التأكيد على تفعيل الحديقة المدرسية في المدارس .
إضافة لمشاركين من كلية العلوم .
أوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة إنشاء منصة خاصة للمختصين بالبيئة والتنوع الحيوي، والعمل على التواصل مع كافة الجهات المعنية بالبيئة لدعم المهمة الوطنية لفريق السوسن الدمشقي .ودعوا لإنشاء برنامج وطني توعوي للمحافظة على التنوع الحيوي والاستخدام الأمثل له في سورية.
وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح المعرض البيئي .
في الختام تم
تكريم الباحثين المشاركين وأعضاء اللجان العلمية و التنظيمية والإعلامية .
حيث
Views: 49