مدينة اللاذقية «السياحية» تخنقها القمامة.. ومديرية النظافة تبرّر !

مهما تحدثنا وأطلنا الحديث نبقى مقصرين في الحديث عن واقع النظافة في مدينة سياحية كمدينة اللاذقية، والتقاعس في ترحيلها سمة العمل -كما يقول سكانها- أكياس ملونة (أسود وأصفر وأحمر و..غيرها) والعبوات البلاستيكية وبقايا الخضار والفواكه التي تعفنت وألقى بها بائعو الخضار خارج الحاوية لعدم كفاية الحاوية للكم الهائل من القمامة الذي هو في أغلب الأحيان نتيجة تراكم يوم أو يومين.
ويجمع الكثير من سكان مدينة اللاذقية سواء في المناطق النظامية أو مناطق السكن العشوائي أن عملية رش المبيدات الحشرية ووضع النظافة وحاويات القمامة في المحافظة غير مقبولة بل وتمر بأسوأ مراحلها، لن نقول منذ عشرات السنين بل منذ ثلاث سنوات كحد أدنى في مدينة اللاذقية التي تعد مدينة سياحية ويفترض أن تكون أول مقوماتها النظافة.
«تشرين» جالت وعلى مدار 4 أيام على عدد من أحياء المدينة المنظمة وأحياء السكن العشوائي حيث لم يكن التباين في الآراء كبيراً بين منطقة وأخرى، فالجميع أبدى استياءه من الوضع الذي يعانيه، مشيرين إلى أن جزءاً من الحال الذي وصلوه هو بسبب إهمال الأهالي وعدم التقيد بمواعيد إلقاء القمامة كما أنهم لا يضعون القمامة في المكان المخصص لها ليلقوا اللوم بعدها في أكثر من جانب على مجلس المدينة مشيرين إلى إهمال مجلس المدينة لموضوع النظافة وعدم العدالة في ترحيل القمامة في بعض الأحياء الشعبية مقارنةً بالمناطق المنظمة والشوارع الرئيسة في المدينة الشغلة خيار وفقوس)، إضافة إلى أن عمليات تعقيم الحاويات غير كافية والحاويات كما يقولون تحتاج للتعقيم يومياً، إضافة إلى أن تكديس وتجميع القمامة في الآليات الضاغطة وما ينتج عن تكديسها عنوة وعصرها نواتج سائلة تحمل روائح مقززة للسكان وللمارة حيث يمكن أن تسير الضاغطة مسافة كبيرة حتى تصل إلى المكب وهي على هذه الحال.
غير كافٍ
في مدخل حي الدعتور التقينا عدداً من المواطنين الذين أكدوا أن عدد الحاويات غير كافٍ في المنطقة ولاسيما أنها تفيض في أيام العطل حيث يمكن أن تبقى يوماً أو يومين من دون ترحيل ويقول المواطن (علوان، ق) إن أكياس القمامة التي لا يتم ترحيلها بشكل جيد تبقى مرتعاً للقطط والكلاب الشاردة وهذا ما يزيد الطين بلة, وأكد آخر أنه لا يتم تفريغ جميع حاويات القمامة المنتشرة والموزعة في أرجاء الحي بشكل جيد، ولكن داخل الحي وفي إحدى الحارات الوضع مختلف, فالالتزام بمواعيد إلقاء القمامة السمة الرئيسة لأهالي تلك الحارة .
كما أن منظر حاوية القمامة المتموضعة قرب الرصيف الملازم لروضة «حلم الطفولة» في ضاحية تشرين غير مقبول ناهيك بالمراجعين للمستوصف والمشفى الموجودين في الحي وهنا يطالب الأهالي بتغيير مكانها.
وفي بداية شارع مشروع شريتح المشترك تتموضع أربع حاويات وفي كل مرة تمر بها من هذا الشارع ترى منظر الحاويات تفيض قمامة وتملأ المكان، كما إنها تجاور حديقة يؤمها أطفال وسكان المنطقة وهنا لم ينكر أهالي المنطقة ومنهم بائع القهوة عند بداية الشارع الجهود التي يبذلها عمال النظافة في تنظيف المكان وترحيلها بشكل يومي، ولكن الأهالي يطالبون بترحيلها أكثر من مرتين في اليوم، وعدم التغاضي عنها أيام العطل، بينما أشاد سكان المشروع السابع وتحديداً على الشارع العام بعمل مديرية النظافة والتزام عمالها بأداء واجبهم.
كارثة حقيقية
أما الوضع الأكثر مأسوية فهو في حي قنينص، فمكب القمامة وسط السوق وساحة السرافيس أصبح مرتعاً للقطط والنباشين من الأولاد وهذا ما فاقم المشكلة كثيراً, وأدى لانتشار الحشرات والقوارض حتى باتت الديدان تسرح وتمرح في الحي بشكل كبير.
وبعد ترحيل القمامة عن طريق «تركس» حيث تتجمع بقايا القمامة يوماً بعد يوم
لتصل رائحتها لأكثر من 300 متر كما أكد أحد كبار السن وهو يعاني أمراضاً في التنفس حيث يبعد منزله عن السوق والمكب 300 متر وبرغم ذلك تصل الرائحة إلى منزله وفي الشتاء تنجرف الأكياس مع السيول في الشوارع, والكارثة الكبرى خلف تجمع المدارس حيث تمددت القمامة غير آبهة بما يمكن أن تحدثه بطلاب المدارس والقاطنين حولها.
أحد عمال النظافة التقيناه يقوم بعمله ويجمع أكياس القمامة المبعثرة حول الحاوية واقتربنا منه لنسأله عن عمله فقال (متل مو شايفة منشتغل وماحدا بيقدر وكله بيتهمنا بالتقصير) منوهاً إلى بعدم التزام المواطن بواجبه ومسؤوليته بالحفاظ على نظافة المكان الذي يعيش فيه .
كل الإمكانات
على مدار أسبوع حاولنا التواصل مع الجهة المعنية في مجلس مدينة اللاذقية حتى تمكنا أخيراً من لقاء مدير النظافة المهندس- عمار قصيري ونقلنا إليه الواقع حيث أكد أن مديرية النظافة تعمل وبكل الإمكانات المتاحة على مدار الورديتين الصباحية والمسائية في كل أحياء المدينة وضواحيها.
وعلى عكس ما قاله المواطنون من التقصير بحق مناطق السكن العشوائي فقد أكد قصيري أنه في السكن (العشوائي) يتم بشكل يومي تسيير سيارات جمع وترحيل تجوب جميع شوارع وأزقة الأحياء لترحيل تجمعات القمامة العشوائية مشيراً إلى وجود صعوبة بالغة في توزيع الحاويات بسبب ضيق الشوارع والأحياء لذلك يقتصر وجودها على الشوارع الرئيسة فقط كما في (الدعتور – الحمام – بسنادا -جب حسن).
ليؤكد مرة أخرى أنه يتم تفريغ جميع حاويات القمامة الموزعة في أحياء المدينة بمعدل مرتين يومياً وقد تصل إلى ثلاث مرات في المناطق المكتظة بالسكان والأسواق كما يتم تسيير تركسات وقلابات وجرارات في جميع مناطق المدينة لإزالة تجمعات القمامة العشوائية كما يقول.
ترحيل يومي للمكب
بالنسبة لحي قنينص ورغم الواقع غير المقبول فيه أكد قصيري أنه يتم تفريغ الحاويات بشكل يومي مرتين كما يتم ترحيل المكب العشوائي الموجود في السوق يومياً لكن الرمي المستمر على مدار الساعة يسبب صعوبة بالغة في عمليات الترحيل ويسهم في وجود القمامة بشكل دائم وسط السوق المذكور.
وردا على مطالب الأهالي بتكثيف حملات الرش ومكافحة الحشرات والقوارض أشار إلى أن المديرية عملت على مكافحة الحشرات والقوارض وفق برنامج بدئ العمل به منذ الشهر الخامس من العام الحالي بحيث استهدف البرنامج المذكور كل أحياء المدينة من دون استثناء إضافة إلى معالجة كل شكاوى المواطنين الواردة خطياً أو هاتفياً بأقصى سرعة ممكنة .
وشدد قصيري في كلامه أنه يتم بشكل دوري تنظيم حملات نظافة تستهدف كل أحياء المدينة وشوارعها وتشمل شطف بعض الشوارع والأحياء وغسل حاويات القمامة وتعقيمها ويشارك في هذه الحملات عدة فعاليات أهلية وشعبية وذلك بدعم من بعض شركات ومؤسسات القطاع العام لتأمين الآليات اللازمة لعمليات الترحيل.
وأضاف أن هذه الحملات تترافق بحملات توعية حيث لوحظ الأثر الإيجابي لهذه الحملات في كثير من الأحياء إلا أن الاستجابة كانت ضعيفة في أحياء أخرى من ناحية الالتزام بمواعيد رمي القمامة في أماكنها المخصصة ضمن الحاويات والالتزام بقانون النظافة.
منوها بعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عدة أحياء من مدينة اللاذقية كدعم مشروع ترحيل النفايات الصلبة ودعم أعمال مديرية النظافة في مدينة اللاذقية ما يحقق نتائج إيجابية كبيرة في مناطق عمله إضافة إلى أنه تم رفد مديرية النظافة بحوالي 75 عامل نظافة، ويتم يومياً تسيير دوريات تنظيم ضبوط بحق المخالفين لقانون النظافة حيث تم تنظيم ما يزيد على (3000) ضبط إنذار و(1500) ضبط مخالفة خلال الأشهر الأخيرة.
وفيما إذا كان عدد الحاويات كافياً ويغطي حاجة المدينة؟ قال قصيري, إن اتساع الحدود الإدارية لمدينة اللاذقية، وزيادة عدد السكان وعدد الوافدين وخصوصاً في فصل الصيف لكونها مدينة سياحية يعمل مجلس المدينة على زيادة عدد الآليات والعمال العاملين في مديرية النظافة إضافة إلى السعي لتأمين وزيادة عدد حاويات القمامة والسلات في كل أحياء المدينة وشوارعها.
وختم قصيري بالقول إنه يتم تكثيف الجهود بشكل دائم من خلال الورش الجوالة صباحاً ومساء لزيادة كفاءة عمليات الترحيل وتحسين الواقع الخدمي لكن النتيجة النهائية التي تتم رؤيتها على أرض الواقع هي ثمرة تعاون مشترك بين المواطن وعامل النظافة لأن النظافة مسؤولية الجميع وذلك من خلال الالتزام بقانون النظافة وتعليماته فالنظافة حضارة.
أخيراً
إن المتعاقبين على منصب رئيس مجلس بلدية اللاذقية أكدوا دائماً أن واقع النظافة سيتغير خلال شهرين، ولكن إلى اليوم الوضع لم يتغير في الكثير من أحياء وشوارع المدينة السياحية.

Visits: 2

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي

من منشوراتنا

آخر ما نشرنا