نقص خدمات بالجملة … بين «بلديتين» بناء الكويتي يغرق بالقمامة والصرف الصحي

وردت إلى صحيفة «تشرين» شكوى من أهالي بلدة ضاحية 8 آذار بناء الكويتي في ريف دمشق، ممهورة بتوقيع أكثر من عشرين شخصاً يوضحون فيها معاناتهم من القمامة التي تملأ الشوارع ومن الصرف الصحي والحفريات والغياب التام لجميع الخدمات، وكذلك معاناتهم من فيضان الصرف الصحي في المنطقة الواقعة تحت جسر الباردة وكراج النخيل عند هطول الامطار، ما يتسبب بإغلاق الشوارع وإعاقة حركة المارة وانتشار الأوبئة.
«تشرين» زارت المنطقة للاطلاع على شكوى المواطنين على أرض الواقع
المواطن أبو سومر من سكان المنطقة قال: نعاني طوفان المياه تحت جسر الباردة صيفاً وشتاء منذ أكثر من خمس سنوات، والسبب طوفان مياه الصرف الصحي، ما يتسبب بتعطل السيارات وتوقفها وسط المياه الآسنة ولاسيما المركبات المنخفضة، مشيراً إلى أن هناك طوفاناً في القمامة على الشارع العام لأن البلدية لا ترحلها إلا مرة كل أسبوع وأن هناك نقصاً في عدد الحاويات.
وأضاف: الكهرباء تأتينا كل ثلاث ساعات والمعنيون في مؤسسة الكهرباء لا يحلو لهم القيام بالإصلاحات إلا عندما يأتي دورنا في الكهرباء، وتساءل: لماذا لا يقومون بالإصلاحات في وقت التقنين! مؤكداً أنه لم يتم توزيع نقطة مازوت في بناء الكويتي طوال هذا الشتاء، وقال: أتبعونا إلى بلدية أشرفية صحنايا وهنا في ضاحية 8 آذار بلدية قريبة جداً فلماذا نضطر للذهاب إلى الأشرفية؟
ولفت إلى أن هناك نقصاً في توزيع الغاز، وقال: في المدينة هناك سيارة غاز في كل شارع بينما نحن بالكاد نراها وعندما نسأل موزعي الغاز يقولون لنا لا يوجد غاز ولكن إذا عرضت عليهم شراءها بـ ستة آلاف ليرة يأتيك بها فوراً.
وأشار أبو سومر إلى مشكلة الخبز وعدم وجود فرن للخبز في كل المنطقة، وقال: جلبوا لنا ثلاث (براكيات) لبيع الخبز، ولكنها فارغة دائماً، وبالكاد يبيعون الخبز فيها في كل شهر مرة.
وبين أبو سومر أن المواصلات في المنطقة سيئة وأن هناك نقصاً في عدد الباصات وقلة في عدد السرافيس، وليست هناك مراقبة عليها، وقال: تنقطع المواصلات بعد الظهر ويضطر المواطن لاستئجار تاكسي عمومي مع ما يعنيه ذلك من تحكم السائقين بموضوع الأجرة.
بلدية ضاحية 8 آذار ليست لها علاقة
رئيس بلدية ضاحية 8 آذار سمير مهنا، قال: ليست لنا علاقة بأهالي منطقة بناء الكويتي وجسر الباردة لأن هذه المنطقة تابعة لأشرفية صحنايا ونحن مسؤولون فقط عن المنطقة التي هي داخل سور الضاحية، نافياً أن تكون هناك معاناة من قبل الأهالي في موضوع انتشار القمامة في الطرقات أو تجمع المياه في الطرقات.
وعن تجمع المياه الآسنة تحت جسر الباردة أوضح مهنا أن هذا الموضوع عمره سنوات، وفي كل شتاء يحصل ذلك، وأضاف: وضعنا المحافظ في صورة الوضع وأعطى توجيهه إلى بلدية الأشرفية لمعالجة توسيع شبكة الصرف الصحي في هذا المكان وأعتقد أنه تم تنظيم عقد لأنهم بدؤوا بالحفر.
متعهد لترحيل قمامة بناء الكويتي
«تشرين» تواصلت مع رئيس بلدية أشرفية صحنايا مهند الحلبي الذي قال: ليست لنا علاقة بمنطقة ضاحية 8 آذار لأنه أصبحت لها بلدية خاصة بها.
وعن موضوع سوء الخدمات في منطقة بناء الكويتي أوضح الحلبي أنها منطقة بناء مخالفات، وقال: في بعض الطرقات لا يستطيع حتى الجرار(جرار القمامة) الدخول إليها ولاسيما حارة الديرية، وبعض الأهالي يريدون من عامل النظافة أن يدخل إلى تلك الحارات الضيقة ليقوم بترحيل القمامة من أمام بيوتهم التي لا يستطيع الجرار الوصول إليها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع لجنة الحي هناك على أن يقوم الأهالي بوضع القمامة في أماكن يستطيع الجرار الوصول إليها، لأنه لا يوجد في تلك المنطقة سوى ثلاثة عمال نظافة ولا يستطيعون تغطية كامل العمل هناك.
وتابع الحلبي: بلدية الأشرفية تعاني نقصاً حاداً في الآليات ولدينا فقط ثلاث ضواغط وثلاثة جرارات وما يقارب 42 عامل نظافة لتغطية منطقة فيها حوالي 800 ألف نسمة بين قاطن ومهجر.
وعن موضوع النظافة على جانبي الشارع العام وتراكم القمامة، نفى الحلبي تجمع القمامة في الحاويات، وقال: نقوم بترحيل الحاويات على الشارع العام يومياً، والضاغطة تذهب إلى هناك باستمرار إضافة لأحد الجرارات ولكن لا يوجد تكنيس للشوارع لأنه لا يوجد عدد كافٍ من عمال النظافة، موضحاً أنه خلال عشرة أيام سيتم تلزيم متعهد خاص لنقل وترحيل القمامة بشكل خاص من منطقة الكويتي والعقد رسا على أحد المتعهدين وسيباشر عمله خلال عشرة أيام.
دراسة لاستبدال شبكة الصرف الصحي
وفي موضوع فيضان الصرف الصحي قال الحلبي: نحاول قدر الإمكان التدخل مباشرة عند حدوث فيضان، ولكن المشكلة أن قطر مجرور الصرف الصحي الرئيس(50سم) فقط وهو ضيق جداً لمنطقة يسكنها 50ألف نسمة، مضيفاً أن الصرف الصحي داخل منطقة بناء الكويتي لا يتجاوز 30 سم ولاسيما حارة شلهوم التي تحدث فيها مشاكل صرف صحي دائماً.
وبشأن تجمع مياه الأمطار وفيضان الصرف تحت جسر الباردة ومعاناة الأهالي و أصحاب السيارات في تجاوز هذه المنطقة وتوقف بعض المركبات وسط تجمع المياه قال: حكماً سيفيض مجرور الصرف عند هطول الأمطار. وكم سيتحمل مجرور قطره 50سم وقديم؟ مضيفاً أنه وبتوجيه من محافظ ريف دمشق يعكف المكتب الفني في أشرفية صحنايا على إجراء دراسة كاملة لاستبدال مجرور الصرف بآخر قطره لا يقل عن 1متر، والدراسة تبدأ من الأعلى (منطقة الأربعمية) إلى مفرق (بيجو).
وفي موضوع تزفيت الطرقات والشوارع قال رئيس بلدية أشرفية صحنايا: من الناحية الفنية لا يصح التزفيت قبل الشهر الرابع، ولا يمنحوننا الموافقات المطلوبة قبل ذلك، مضيفاً أنه طلب من الخدمات الفنية في المحافظة لرفده على الأقل ببضع سيارات للزفت لترقيع الشوارع ولاسيما لمنطقة الأشرفية التي أصبحت فيها حفريات(ما هب ودب) حسب قوله وتتسبب بإعطاب السيارات، ولكن إلى الآن لم يبعثوا.
المازوت والغاز بالقطارة
وعن موضوع توزيع المازوت على الأهالي في منطقة بناء الكويتي بيّن الحلبي أنه منذ شهر ونصف الشهر لم يصل إلى أشرفية صحنايا نقطة مازوت واحدة، وفيما يخص عدم توزيع الغاز بالسعر النظامي على الأهالي في منطقة بناء الكويتي قال الحلبي: هذا الكلام غير صحيح لأن الرخص(رخص الغاز) الآتية لبناء الكويتي تذهب إليه ولا يتدخل فيها أحد، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، وأنا وجهت الفرقة الحزبية والشرطة الموجودة في المنطقة للإشراف على توزيع الغاز هناك، مؤكداً إشرافهم على التوزيع فعلاً.
ولفت الحلبي إلى أن الجانب الأهم في الموضوع هو قلة الكمية الموزعة، ليس في منطقة بناء الكويتي فقط، بل في كل أرجاء المنطقة، إن كان في الأشرفية أو في صحنايا، وأضاف: يبعثون لنا الغاز بالقطارة لأنهم يعطوننا ما بين (350-450) اسطوانة لحوالي 800 ألف نسمة فهل هذا منطق؟!، لافتاً إلى أن توزيع كميات قليلة من الغاز في مناطق تجمعات كبيرة يخلق شجارات وتصرفات غير مسؤولة من قبل بعض المواطنين.. وعن (البراكيات) الفارغة من الخبز وعدم وجود فرن خبز في المنطقة قال الحلبي: هذه البراكيات قطاع خاص، وليست قطاعاً عاماً ولو كانت هناك(براكيات) بيع خبز للقطاع العام لجلبنا لهم موافقة من المحافظة على استجرار الكمية التي يحتاجونها. ولدى سؤالنا له: لماذا لا تقومون بوضع (براكيات) بيع الخبز للقطاع العام قال الحلبي: لا يوجد في أشرفية صحنايا فرن خبز احتياطي، هناك فقط فرن استطاعته(1900كغ) ولا يكفي ربع ربع ما تحتاجه الأشرفية ونعمل على تشييد فرن احتياطي، وإذا ما تم ذلك نستطيع حينها أن نرفدهم مباشرة بالخبز، مضيفاً أنه منح الموافقة لما يقارب 20 رخصة توزيع خبز لأن المنطقة بلا فرن خبز(بناء الكويتي).