في بداية الجلسة اشادت الاعلامية ريف عقيل بهذه الخطوة المميزة التي تقرّب المغترب من صورة الاحداث الجارية اكثر واكثر وبطريقة موضوعية وواقعية.
وتطرقت الى القوانين الدولية ودورها في حماية الصحفيين وعدم التزام العدو الاسرائيلي فيها داعية المغتربين الى متابعة الوقائع والعمل على التوعية في مجتمعاتهم من دون تسييس الامور لاننا نواجه عدوا غاشما لا يميز بين شخص واخر، لافتة الى ان اقتراب الاعلام من الحدث وتمكنه من التقاط الصور اضاء على الحقائق ما ادى الى التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية وكشف ادعاءات اسرائيل.
وفي سؤال حول المدى الذي يحق للاعلامي الاقتراب فيه من نقاط الاشتباك اجابت عقيل: “ان نقل الوقائع ليس باستعراض، فمن درس صحافة يعلم ان القرب المكاني اساسي لنقل الوقائع، صحيح ان هكذا نوعا من التغطية يقدّم الشهرة والنجومية كون الصدف شاءت ان تكون مهنة الصحافة الاكثر انتشارا بسبب انها تعرض على القنوات ومواقع التواصل، ولولا استفزاز الصحافة للعدو لما كانوا قتلوا عائلة وائل الدحدوح واستهدفوا القنوات والصحافيين.”
وتابعت: “ان الزملاء الشهداء تعرضوا لاعتداء اسرائيلي على اراض لبنانية، ونحن نغطي الاحداث ليس من نقطة صفر او نقطة تماس.اما لمن يقول “شو آخدكن” وان بإمكانكم اخذ الصور من الوكالات العالمية.. هنا لم نعد صحفيين، فلا يمكنني ان اقف في صيدا واغطي احداث صور، علينا كصحفيين تغطية الحدث في المنطقة المستهدفة لتوثيق اعتداءات العدو، ومن الطبيعي ان نكون هدفا له، اذ انه لا يحترم المعايير الدولية ولا الاتفاقات ولا يميّز بين طبيب و مدنيّ… ويعتبر ان اللبناني بغض النظر عن مهنته هو هدف له.”
وروت عقيل تجربتها في المناطق الحدودية واكدت ان: ” الخوف كان موجودا في اليوم الاول ولكن من بعده زال هذا الخوف رغم القصف الكثيف الذي الزمنا النزول الى الملاجئ مرتين، كنت اغطي من بلدة رميش وامامي ثكنة برانيت والى جانبي بلدة يارون التي تطل على ثكنة الكارنتينا حيث كان القصف مباشرا ولكن تابعنا التغطية ، علينا كاعلاميين ان ننقل صورة اجرام العدو واعتداءاته. مشيرة الى ان :” الاعتداء ليس فقط صواريخ، انما هذا العدو هجّر ٢٩ الف شخصا من منازلهم عدا عن الطلاب الذين توقفوا قسرا عن متابعة دراستهم، اضافة الى انه حرم المواطن من جني مواسم رزقهم برميه القنابل الفوسفورية و حرق الاشجار.. لذا، ولو ان التغطية الاعلامية خطيرة لكن لن اتراجع.
ولفتت الى ان: “البعض يعتبر ان نقل الصورة من الجنوب هو استعراض، مؤسف هذا الكلام، بالفعل الخطر موجود لكن علينا اظهار وحشية العدو قدر المستطاع.
وقالت عقيل: “اثناء عملي في منطقة يارون كنت اركن سيارتي على يمين الطريق واذ بصاروخ يهبط على جهة اليسار، لم استوعب ما حدث لكن اصريت على البقاء ومتابعة عملي، كما مُنعت من دخول عيتا بسبب القصف الكثيف.
واكّدت عقيل ان: “المسيّرات مزودة بتقنيات واجهزة يمكنها مسح بيانات الاشخاص و معرفة كل التفاصيل عنهم، وعلى الرغم من ذلك استهدفت الصحافيين.”
و فيما يختص بوسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت عقيل ان: “لولا هذه الوسائل ما كنا لمسنا التعاطف مع غزة، وحتى انها دفعت الحكومات الاجنبية التراجع عن مواقفها بدعم اسرائيل تحت الضغط الشعبي، وهذه المواقع لا يمكنها الغاء الاجرام انما توثّقه.”
وتضيف عقيل:” تعرضنا لضغوطات نفسية بسبب ما شاهدناه، لكنا نتحمل امام اوجاع اهالي الشهداء والمصابين، ونحن كمحطات محلية لا نملك الدعم النفسي على عكس المحطات الاجنبية التي كانت ترسل لموظفيها ارقام خبراء نفسيين للتخفيف عليهم”.
وتختم عقيل: “المغترب يتعاطى مع الملف بصورة صحيحة، فعلينا عدم تسييس المواضيع ووضع الخلافات جانبا، فليس الحزب من فتح الجبهة، فهذا العدو لولا قوة الردع لكان وصل الى بيروت وابعد من بيروت، وعلينا ان ندرك ان اسرائيل مجرمة وهي من تريد جرّنا الى الحرب، ولا احد منا ولا حتى من القوى السياسية لا يحب العيش بسلام، لكن هذا العدو يعمل بمزاجه ولا يريد رحمتنا لا هو ولا المجتمع الدولي الذي يكذب علينا بتصريحاته.”
بدوره شكر تيار المرده الاعلامية الجريئة ريف عقيل على هذه الجلسة لافتا الى انها لطالما نقلت الوقائع بموضوعية ووثّقت اجرام العدو متمنين لها دوام النجاح والتألق، كما توجه بالتحية لكل الاعلاميين والصحفيين الذين يخاطرون لنقل الحقيقة
Views: 105