عشية عيد الاستقلال كان للصحافة نصيبها في الاستشهاد فارتقت الاعلامية فرح عمر من قناة الميادين والمصور ربيع معماري وكان سبقهما المصور عصام العبد الله من وكالة رويترز من دون ان ننسى الشهيدة الحية مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية كريستينا عاصي التي لا تزال تعاني من اثار وحشية العدو واستهدافه الطواقم الصحفية، وكذلك الاعلامية كارمن جوخدار التي لولا العناية الالهية لكان ادرج اسمها ايضا في قافلة الاعلاميين اللبنانيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقلهم حقيقة الهمجية الاسرائيلية ووحشيتها وغيرهم من الاعلاميين على خط المواجهة.
لا تغتال اسرائيل الاعلاميين وبشكل ممنهج ومدروس فقط في لبنان بل في غزة ايضاً الذي دفع وائل الدحدوح ثمن نقله للواقع والحقيقة الكثير الكثير اذ خسر عائلته ولم يبدل تبديلا، هي ايضا تغتال بغاراتها الاطباء والممرضين في المستشفيات والمدنيين في منازلهم، تمنع دخول الادوية والمعدات الطبية لاغتيال المرضى، كما تمنع ادخال المساعدات والفيول لاغتيال الحياة بأكملها في غزة.
ماذا بعد؟
اليس منع الغارات الاسرائيلية الاهالي في جنوب لبنان من جني موسم الزيتون هو اغتيال للارزاق؟.
اليس تهجير قرى باكملها وتفريغها من اهلها هو اغتيال للعيش الكريم؟
اليس استهداف السيارات المدنية على الطرقات هو اغتيال للتواصل وامداد القرى الجنوبية بسبل معيشتها؟
اسرائيل لا تمارس الا الاغتيالات والقتل والتهجير وما يقلقها بالدرجة الاولى اصرار الاهالي على الصمود.
اليس استشهاد العجوز في منزلها الذي رفضت مغادرته هو الصمود بعينه؟.
اليس اصرار اهالي القرى الجنوبية على استمرارية الحياة ومتابعة اعمالهم هو الصمود بحد ذاته رغم علمهم بأنهم مشاريع شهداء؟.
كلُ يمارس الصمود على طريقته في وجه عدو لا شيء يردعه الا توازن الرعب والكيل بالمكيال ذاته.
في الحروب والصراعات الابرياء يدفعون الثمن اما في حرب الدفاع عن استقلال وطن ومنع انتهاك الارض والسماء فالوطن هو الرابح الاكبر.
Visits: 10